الحنين إلى الزمن الجميل

وأنا أجول بين قصائد مقررة لنا في السداسي الثاني في مقياس مضمون الخطاب الشعري القديم من هذه السنة الجامعية، أجدني أزيد إعجابا كلما ازددت إبحارا.
أزيد شوقا لأقف عند كل مبدع من شعرائهم ،ولكم تمنيت أن يقاسمني جيلي هذه اللحظات.
لا أنكر أنني تحت الصدمة ولازلت أعاني بعض الوخزات..
زمن جميل غادرنا،ونحن نرحل إليه كل يوم باعتبار الأدب العربي القديم تخصصنا في الجامعة.
أجلس مع أوراقي وأرحل مع شعراء الزمن الجميل عبر القصائد واللوحات الفنية المختلفة.
ولكن ليس الكل يرحل،أتمنى أحيانا أن يرحل معي هذا الجيل من الطلاب الذي لا يعرف من الأدب القديم إلا اسمه ولا من الزمن الجميل إلا رسمه.
أنا لا أتعالى ولكن يكفيني شرف محاولة دخول هذا العالم، فإن أجدنا الإبحار فزنا بالثمار وإن خانتنا الأقدار فيكفينا شرف طرق باب الدار.
يقول لنا الأستاذ "الشعر شعور"
وأنا أقول في أحد المواقف التي استهواني الوقوف عندها موقف درامي فاجع بين المتلمس الضبعي وناقته عند اشتعال نار الحنين للوطن ووقوف هاجس الخوف من الموت بينه وبين مراده .
لو أن المتلمس الضبعي وناقته بعثا إلينا من جديد، لو أنه حضر معنا إحدى حصصنا التطبيقية .
ليرى كم هو حس الشاب في قراءة الشعر القديم وتذوقه
وكم هي معاناة الأستاذ في تقريب المعنى لأذهان تعلقت بميسي وغريمه كريستيانو.
وأذهان ترى أنها تحتاج للغة جديدة لترجمة اللغة الأصيلة
وكأن لغتنا الآن لغة هجينة .
فسرعان ما تتعب الأذهان وتذهب للترف كما هو حال كل إنسان.
إني أكاد أجزم أن المتلمس لن يعتنق الشعر يوما ولن يتلفظ ببيت شعرواحد . بل قد يعقر ناقته .......
وهو يرى اللغة العربية تخدرت وتعطلت.
لما يصبح الرفع والجر والنصب والجزم مثل أسنان المشط المستوية عند طلابنا.
ولما تتغير الكلمات وفق هوى كل طالب.
ولما تتغير المعاني وفق مفهوم كل طالب.
هل هو موت المؤلف بمفهوم نقدي طلابي جديد؟؟؟؟
أم هي محاولة لإعدام الزمن الجميل،المهجور اسما ومعنى.
إني أجمع أفكاري ولعل القادم أجمل فانتظروا مني أجمل ارهاصات الزمن الجميل.