كيف يستفيد الطالب من محاضرة الأستاذ المحاضر

من طرف **هلال خزاري** الجمعة يناير 30, 2009 5:35 am

استشارت تربوية يجيب عنها الدكتور هلال خزاري

السؤال:

لو أن أسلوب المُحاضر في إلقاء المُحاضرة ..غير جيد على
الإطلاق .. وهذا شيء وارد.. يمر علينا جميعاً في دراستنا
وخصوصاً الجامعية .. هل يلزم علينا التقيد
بالحضور والمداومة عليه .. وإن كان لا يُجدى أبدا؟؟ ..وإذا أمكن الحصول
على المعلومات من مصدر آخر ..

وإن لزم الحضور كيف نُحسن استغلال الوقت في الفهم ؟؟

الجواب

هذا
أمر مبالغ فيه من الطلبة وإلا فإن الأساتذة جيدون وإنما كثير من الطلبة عندهم طاقة
سلبية ومواقف مسبقة يسقطونها على الأساتذة، والأستاذ عندما يجد تشجيعا وتحفيزا
وحبا ومشاركة وتقبلا من طلابه فسيبدع.

والطالب
الجاد لا يعذر نفسه في الغياب عن المحاضرة وإن فضل عدم الحضور، فيمسك لسانه عن أستاذه
فلا أقل من أنها غيبة محرمة شرعاً، فكيف يبارك الله له في علمه وهو ينتقد أستاذه. عليه
أن يتقبله حتى وإن لم يكن في المستوى، فإن كان أستاذ هكذا فليس كل الأساتذة كذلك. وإن
الأستاذ صاحب خبرة واطلاع فغيابك عن محاضرة قد يفوت عليك فكرة منه، ولو حضرت المحاضرة
فستقلب حياتك وتغيرها للأحسن ولو في زاوية معينة، وكما تدين تدان فاليوم تنتقد أستاذك فغدا ستصبح أستاذا وتدور عليك الدوائر وتنتقد
ولا شك في ذلك.

مسألة المعلومات الطالب الجيد يأتي للعلم لا من
أجل معلومات يحفظها ليعيدها على ورقة الامتحان، وإنما ما يعطيه الأستاذ من خارج المذكرة
ومن خبرته في العلم والحياة.

وأما كيف تستفد من الأستاذ؟ اصنع علاقة معه
من أول حصة، ركز عليه بعينك، ابتسم له، واجعل ذلك في كل الحصص، فسوف تكون مشجعا له
على العطاء وتمنحه طاقة ايجابية يستمر بها في درسه، فإن بعض الحضور يجلس مقطب الوجه أمام المحاضر
مسلطا عليه أوزانا ثقيلة من الطاقة السلبية، فيعقده، فالطاقة السلبية لغير المتحصن
تؤثر. ولو كان أمام المحاضر أربعة من هؤلاء الأشخاص مثلا فأنهم يؤثرون على غير
الكفء في أدائه للمحاضرة، وأما الأستاذ المتمكن فـإنه يعرف كيف يتصرف في هذه المواقف،
ومع هذه العينات من الناس، ويعرف على من
يركز من الناس؛ الذين يفيدونه في أدائه للمحاضرة، زائداً على إعداده العالي، واستعداده
للأداء والعطاء، وحبه لمهنته، وثقته بنفسه، وعدم شكه في نجاح أدائه.

وهناك
كلام في الأنماط التمثيلية البشرية له دخل كبير في التلقي كون الأستاذ ذا نمط
تمثيلي يختلف عن نمط طالب بعينه.

وعلى
الأستاذ أن يخاطب في درسه أو محاضرته كل الأنماط التمثيلية فيترك صاحب النظام
التمثيلي السمعي يسمع كلماته وما يقول، والبصري يشاهد المعلومات وصاحب النظام التمثيلي الحسي يحس بها.

وعلى الأساتذة أن يرفعوا من مستوى أدائهم
ويطوروا ذواتهم وطرق إلقائهم، عليهم أن يخاطبوا في الطالب عقله اللاواعي فتدخل
المعلومات سلسة ولا تصطدم بالعقل الواعي فيتخذ موقفاً.

ولا بد على الإدارة أن توفر كل الشروط الضرورية
للأستاذ لكي يؤدي مهمته التربوية بنجاح، فالأستاذ لا يأخذ حقه في عالمنا العربي والإسلامي
ويقال له أنت رضيت بالشروط وهو كلام فارغ بدلا من يعطى حقوقه يخبط معه بهذا
الكلام.