مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
لعبــــــــــــة الحياة ...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لعبــــــــــــة الحياة ...
لعبــــــــــــة الحياة ...
الأستاذ : محمد بن زعبار
الأستاذ : محمد بن زعبار
ــــ أتمثل الحياة لعبة محبكة الصنع دقيقة الوشائج ، أرى فيها لوائح تخطيط موغلة في الغور والتعقيد ، وأرى بين ثناياها مقاطع لمهاوي سحيقة ، تناثرت على جدرانها حبات العقد منذ بدء الخليقة الأولى ، إذا كشفت عن نابها ، أرتنا وجها ذميما حقيرا و حقيقة موحشة قاتلة ، قارعت الآدمية في قلاعها ومغاورها وفلولها وجميع محطاتها ، وكانت بما تعرضه من فــُــــــــــرش الدعة الفارغة المبطنة بالاستبطان الفارغ القاتل ، أشبه بالصياد الماهر الذي يتحين الفرصة السانحة للانقضاء على طريدته ، أو بالشَرك الذي تضعه العنكبوت لفريستها ، فلا تستطيع بعدها الحَراك أو الإفلات ، فلعمري كم من أناس مضت أعمارهم فارغة ومضوا إلى أخرى حياتهم وأعمارهم لا تزال فارغة ، وكم من ملذات استطعمنا رغائدها وانغمسنا في غيدها وتقدمت بنا سنون الحياة ، حتى مُنينا بحتف المنون ونحن على ذات الحال من الـــــــــــوله الشديد والغفلة العميقة و الوسخ الكبير.
فلمن نندب حظ هذا التعثر المُــــــــــفزع ، ولمن نـٌـــــــــــقر بهذا الختم الجبان الُموحش ؟ .. أنقول : سُفِـــــهنا ، ولم نكن على بينة من أمرنا ، ولم نحسب حساب الدقائق والثواني وهي تتابع مُسرعة باتجاه الأفول ، أم نقول : غٌـــــــرر بنا ، وخيطت لنا سرابيل العافية والديمومة والغنج الظرفي ، ولم ندري بأن العافية أمر قاصر وبأن الديمومة لم تخلق لبني البشر ، ولم تُعهد لإنسان ، فكيف بنا نصدق هذا الإدعاء الكاذب ، أما الغنج والتيه والخيلاء فلحظية سرعان ما تغور و تنزوي بانزواء مسبباتها ودواعيها ... وحتى لو قدمنا لوائح مناشدة ، فهل عساها تنفع ذوو التعـــــــــــــــــــــثر الملحوظ والنهاية المختومة بالضــــــــــــــــــلالة ...
فهذي الحياة أقرب ما تكون من الإضبارة الفارغة ، التي إن ُقدمت وهي بعد فارغة ، لم يُخط فيها ولا ُمسَود ، ولم يُشر في صفحاتها إلى حقيقة ثابتة ، فهل عساها تنفع ، إن قَدمت ذات الإضبارة واكتفيت بتسطير وتزيين واجهة الغُلاف ، وعلقتُ تعليقا حارا وقلت : لقد قدمتُ عملا جليلا يستحق كل ثناء ، ويســــــــــــــــترعي لفت الانتباه ...
ـــ فهكذا دقائق الحياة الغائرة ، التي صُرفت في مباهج العيش ورغد الحياة ، دونما التفاف إلى دقائق النفس وخلجاتها ، فالذي لا يسترعي حياة الروح يظل أسير دوامة الحياة ، ويتعرج في ثناياها ، تأخذه ذات اليمين وذات الشمال ، ويتيه بين الدروب والمسالك ، حتى تدق نهاية اللعبة بل نهاية الحياة .
عدل سابقا من قبل محمد بن زعبار في الأحد نوفمبر 16, 2008 9:23 am عدل 1 مرات
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
رد: لعبــــــــــــة الحياة ...
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
صدقت و الله ، أما آن لنا أن نسقط القناع عن زيف المظاهر الذي تحيط بحياتنا ، و ننظر لجواهر الأمور ، أما آن لنا ان نحصي ما جنته أيدينا قبل أن يواري التراب أجسادنا ، و أن نستغل كل لحظة و ثانية انعم الله بها علينا في العمل ليوم لا نملك العودة فيه .... يوم ينفع الصادقين صدقهم .
ما احوجنا الى ان نتوقف يوما بعد يوم لنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ، و نتبين مواضع الخطا في سيرتنا ، و لكن أيضا ما احوجنا الى مرآة صادقة تبين لنا عيوبنا - التي بفطرتنا نغفل عن رؤيتها - ، ما احوجنا الى الجماعة التي تدعم افرادها حين يخطؤون و ترشدهم حين يضلون ...
جماعة '' تتألم لآلامنا ، و لا تأخذهم زهوة انهم بمنأى عن مكابدنا و مشاقنا ..''
ربما لهذا نحتاج الى احاديث الروح ، التي تنبع من ذلك الجوهر النبيل في الانسان ، الذي لم تطله أو تدنسه يد الخطايا بعد ...
بارك الله فيك يا استاذ ، اتحفتنا بأحاديث روحك الصادقة .
صدقت و الله ، أما آن لنا أن نسقط القناع عن زيف المظاهر الذي تحيط بحياتنا ، و ننظر لجواهر الأمور ، أما آن لنا ان نحصي ما جنته أيدينا قبل أن يواري التراب أجسادنا ، و أن نستغل كل لحظة و ثانية انعم الله بها علينا في العمل ليوم لا نملك العودة فيه .... يوم ينفع الصادقين صدقهم .
ما احوجنا الى ان نتوقف يوما بعد يوم لنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ، و نتبين مواضع الخطا في سيرتنا ، و لكن أيضا ما احوجنا الى مرآة صادقة تبين لنا عيوبنا - التي بفطرتنا نغفل عن رؤيتها - ، ما احوجنا الى الجماعة التي تدعم افرادها حين يخطؤون و ترشدهم حين يضلون ...
جماعة '' تتألم لآلامنا ، و لا تأخذهم زهوة انهم بمنأى عن مكابدنا و مشاقنا ..''
ربما لهذا نحتاج الى احاديث الروح ، التي تنبع من ذلك الجوهر النبيل في الانسان ، الذي لم تطله أو تدنسه يد الخطايا بعد ...
بارك الله فيك يا استاذ ، اتحفتنا بأحاديث روحك الصادقة .
عبدالدايم كريمة- عضو فعال
- عدد الرسائل : 205
العمر : 41
نقاط : 225
تاريخ التسجيل : 08/11/2008
تربيت على رد المصونة ـ كريمة ـ .
الأستاذ : محمد بن زعبـــــــار .
تحية إكبار للقارئة الأديبة والمثقفة الواعية والحصيفة المدركـــــة :
تحية إكبار للقارئة الأديبة والمثقفة الواعية والحصيفة المدركـــــة :
ـ نعم ماأحوجنا إلى حديث الروح ، وما أبهجنا بلحظاته ومحطاته ، وما أسعد أيامنا إن نحن آلينا على أنفسنا أن نكون مهتمين بأرواحنا بدلا من أجسامنا الفانية ، فزخرف الحياة ومتاعها بر يق أخاذ يسرق منا لحظات العمر ، ويحيل بهجة أيامنا إلى سوداوية قاتمة ومفزعة إن ظللنا نسابق الزمن للظفر ببعض الفتات المخزي .
فحياة الروح أسمى من أن يطالها التراب وأرفع من أن تلتصق بأهدابها القذارة ، وأطهر من أن تنزوي بين أكنافها الضعة .
هي حياة ارتضاها رب العباد للعباد ، وجعل منها عالما نورانيا لاتشوبه شوائب الكدر ، فهي سامية عالية ، في سموها العفة والطهر والقداسة والنيبل الرفيع ، وفي مدارجها يتخير الأبرار منازلهم ، ويستشعر الأخيار مفاخرهم ، ويتنعم المتحابون في ذات الله ، حيث الصفاء الحق والفضيلة المتعالية عن رذيلــــــة .
ـ أعجبتني تعليقاتك وسرتني استشرفاتك وشدني ألقك المحموم في تصيد متاح الفضيلة ومتاح الأصالة بين دفتي هذا المنبر المفتوح للأحباب .
أشكرك على الاهتمام واربت على كتفك أن مازال الخير بين جنبتينا ومازال ألق الفضيلة والطهر يسري فينا جميعا ، وبذلك ...
فسعيد أن أجد أختا مثلك تعلن ولاءها لمن يوالونها الفكرة ويناصرونها في الدعوة ويشاطرونها في القضية ، وذلك متبغانا من هذه الدنيا .
نعم ربما قرأت في أعلى مدونتي ، رغم كونها مدونة متواضعة : ( من مساؤى الناس أنهم لايحسون لألام بعضهم ولايتألمون لألامهم ، بل تأخذهم زهوة الترفع ،أنهم بمنأى عن مكابدات ومشاق الناس ... وذلك خطأ جسيم ) .
فنحن ياكريمة ، نهتم بالأخر قبل أنفسنا ونرى في الأخر امتدادا طبيعيا لنا ، فإن وفقنا الله إلى إسعاد هذا الأخر ، وبخاصة إذا كان قريب من العقل والقلب ، فنعتبر أنفسنا بأننا قد منينا ببركات من السماء وبتوفيق كبير ، من خلاله نزهو زهونا الكبير بأننا استشعرنا الأخوة فينا والانسانية بين جنباتنيا ، فتحقق لنا مانراه في واقعنا من راحة وسعادة .
تحياتي لك قارئتي الكريمة ـ كريمة ـ أبقاك الله ، وحفظك من كل سوء .
أخوك : محمد بن زعبار .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo