كيف ترون إقبال الناس على المساجد في رمضان ؟

أ ـ محمد بن زعبار .

ـ ربما قد شهد الناس التدافع الكبير والاقبال المنقطع النظير على بيوت الله خلال الشهر الفضيل ، بل تكاد لاتجد لك مكانا تقعد فيه لتقف بين يدي ربك ، كما حصل معي البارحة في صلاة العشاء ، ويحصل لأكثركم ربما في كل صلاة .
هذا في الصلوات العادية ناهيك عن الجمعة مثلا أو الأعياد ، وحتى في صلاة التراويح فنشهد لها إقبالا كبيرا من طرف المصلين فتكاد المساجد تمتلئ في بعض الأحايين ...
ربما قد أيقن الناس بأن العودة إلى الله هي السبيل الأمثل بعد أن جربوا سبلا كثيرة في دنياهم ، أفقدتهم قيمة الحياة وقيمة أنفسهم حتى .
وجاز لنا ان نقول إزاء مانرى من مشاهد أن مجتمعنا ينعم بالخيرية وبأن هذا التعاطي الخير مع الدين هو ظاهرة صحية ، إذا حكمنا بالظاهر .
ولكن الذي يحرك فينا الشجن الكبير اننا نكاد نفتقد الحس الايماني الكبير في عباداتنا هذه ، بل تكاد تدخل في الروتين الالزامي أو حتى في التباهي بعيدا جدا ـ في الغالب ـ عن حرارة الدفق الايماني المتأصلة في النفوس ، والتي كنا نشهدها في سنوات ماضية قبل الأن ـ ، بل أصبحت صلاة التراويح مثلا يشهدها اعيان المدينة لا لشيء سوى التباهي الفارغ ، أنهم قد صلوا التراويح وشهد لهم الناس بذلك ، و تراهم يتواعدون في لقاءاتهم مثلا بموعد صلاة التراويح ، وقد تسأل كثيرا بالقول : أين تصلي التراويح ؟.
شيء جميل أن نرى ذلك يحصل داخل مجتمعاتنا أو بالأحرى داخل مساجدنا ، ولكن هل نشهد ما نشهد من طاعات وقلوبنا مطمئنة بالايمان ؟.
من خلال هذا التقديم أقول : هل فعلا نفتقد إلى الحس الايماني الراقي ونحن نؤم بيوت الله ؟
وهل مانراه من إقبال الناس على المساجد لايعطينا تبريرا كافيا بأن نفوسهم قد استقامت حقيقة على الطاعة ؟
و لماذا لانرعوي ونتخلق بأخلاق الاسلام والمسلمين الأصلاء ـ داخل مجتمعاتنا ــ وهذا إذا ماعرينا واقعنا فألفيناه مريضا يكاد يحتضر ـ ، إن كنا حقا نشهد الصلوات المفروضة في المسجد ، ونقبل على التراويح بحرارة ؟
أردت أن أحرك في الأحباب أحاسيسهم ومشاعرهم لأني أوقن بأننا جميعا نشهد ونرى ونسمع وربما لنا مانقوله.. لنغير من حال ما نرى إن كان حقا مدعاة لعدم القبول .

أتمنى أن تتفضلوا بمناقشة هذا الموضوع ، ولكم مني كل التحية .