مـــــــــــــــــــــواعظ
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ومضاعفة الحسنات فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ولم يجعل الله حدا لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله.
وبعد ان اتم الله لنا نعمة اكمال شهر الصيام والقيام ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام ست أيام من شوال التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
المواضيع الأخيرة
بطاقات اسلامية
أدعية رمضانــــــــــية
قراءة في كتاب / سادة العالم الجدد : ( العولمة * المرتزقة * الفجر ).
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في كتاب / سادة العالم الجدد : ( العولمة * المرتزقة * الفجر ).
قراءة في كتاب / سادة العالم الجدد : ( العولمة * المرتزقة * الفجر )
بقلــــــــــــــــــم الأستــــــــــــاذ : بن زعبار محمد
بقلــــــــــــــــــم الأستــــــــــــاذ : بن زعبار محمد
تغير العالم عما كان عليه في السنين والحقب الماضية ، وأخذت وتيرة الحياة تتسارع نحو التعقيد والتشابك ، وبرزت للناس معالم هذه الحياة الجديدة الآخذة في التداخل ، وتلاشت من على صفحة هذا العالم جل المظاهر التي ظلت و لحقب طويلة تحكم وتسوس النظام العالمي من أقصاه إلى أقصاه ، وخلفتها مظاهر أخرى ومفردات تعامل جديدة ، وعرف الإنسان الجديد كل ذلك وهو يصارع في دوامة التعاطي مع أبجديات هذا الأفيون وهذا الشر المستطير المسلط على رقاب الخلق .
وقد كان وراء كل ذلك جملة أسباب رئيسة فرضت هذا التداعي وابتعثته كخطة عمل جديدة ممنهجة وفق ضرورات وآليات العصر الراهن ، واعتملت عامل الإستلاب الجبان كشارة لعالم الناس الجديد ....
فقد تلاشت كل القيم والمبادئ والمثل التي احتفظت بها الذاكرة الجمعية والجماعية للأفراد ولو صوريا لتعزز من خلالها أصالة هذا المعطى المطلوب المرغوب ، في ظل هيمنة سادة العالم الجدد .
وعلى ضوء هذا الإفراز الخطير ، وهذا التحول السريع من عالم المثل والقيم ولو صوريا نحو تصلبات المادة وانحبسات الروح وتلاشيها من على طاولات التعاملات الإقليمية والعالمية والندية ، والتيه الأخرق في آتون نبذ الآخر ومقارعة صنيعه ومن ثم نبذه في العراء وملاقاته بالصد والمنع وبصنوف الإقصاء .
شهدت جغرافيا المكان اعتلاء نماذج بشرية مفرغة وبالجملة من عطاءات الروح والمثل والقيم ، بل جاءت رفيدا لقيم الخير والفضيلة برواسب هذه المدنية الجديدة لتجعل منها عنوان انطلاقتها نحو التغيير والاستحواذ والاسترقاق لفيالق واسعة من عباد الله المشكلين لتعداد معمورة هذا الكون ، وقد نصبت و بالإكراه من نفسها سيدة لعالم الإستحواذات هذا الجديد ...
وراحت الأقلام في كل مكان تشير وتنبه إلى هذا الخطر الكبير المستشري والأبق في دنيا الناس ، ولعل من أبرز ما كتب الدراسة والبحث التي تفضل بها : الدكتور / جان زيغلــــــــــــــــــــر وقام بترجمتها إلى العربية الدكتور : محمد زكريا إسماعيل المعنونة بـ : ( سادة العالم الجدد ... العولمة – النهابون – المرتزقة – الفجر . ) الصادرة بالعربية عن مركز دراسات الوحدة العربيــــــــــــــــــــــــــة بيروت – لبنان ، وجاء الكتاب في حجم متوسط بلغ تعداده من الصفحات 304 صفحة ، وطبع للعام 2004 م في طبعته الثانية ، وتفيأت مساحته النصية أربعة أبواب رئيسة جعل كل باب من هذه الأبواب الأربعة لمناقشة القضايا الرئيسية المشكلة لمسار وإشكال البحث ، والتي جاءت لتعطينا ملمحا واضحا للمحاور الرئيسة التي انتهجتها سادة هذا العالم الجديد في تعاطيهم مع شعوب وحكومات العالم بالطرق والمسارات المبينة في منهاجهم النصي وفي تبييتهم هذا المكين .
- فالكتاب وإن عالج قضايا معاصرة تشغل حديث الناس وهواجسهم الضنية ، إلا أنه يمتد بطبيعة الصراع إلى آماد أبعد وجذور أرسخ وأعمق ، فلا شك أن الصـــــــــــــراع موجود منذ بدء الخليقة وبشكله المتعارف وحتى المتفاقم ، والذي تدور معالمه بين دفتي مجداف وبين راحتي كف ، فالخير والشر والحق والباطل والفضيلة والرذيلة والأثرة والعطاء ، هذه المفردات وغيرها تظل تشكل محور هذا التدافع وهذا التلاعن وحتى التساعر وبخاصة في أيامنا الأخيرة ، التي أحيت فيه الجاهلية عنوتها وسطوتها وتمرد فيها الباغي أيما تمرد ، وتشكلت كل تلك الأمم المتساعرة وراحت تنظم جميعها تحت فيلق نصرة الباطل وإقامة عرى الشر المستطير ، في غياب أهل الشرعية وأمة الاستخلاف التي ركنت إلى حال من الذل وحال من الاستضعاف والدونية حتى تطاول عليها كل متطاول ، وأصبح الواحد منا يخشى حتى وهو ببيته من أن تطاله اليد الطولى لهذا العدوان التي لم تجد من يقصها ويجتثها من أواصرها ـــــ اللهم إلا أحبابنا في الله من جند حزب الله ـــــ ، وأصبحنا نمشي حـــــــــداة الحائط حتى نتقي الضربات ، ونطلب من الله الستر والسلامة ، فهيهات لهذه الحال من سلامــــــــــــــــــــــة ....
ــــ أعوذ مجددا إلى الكتاب لأطرق محاوره ولأعـــــــــري نصوصه للبحث والمكاشفة النقدية ، ولأبين لجمهور القراء عـــــــظم هذا الخطر وجسامة هذا الأشر ، ولأستدعيهم من سباتهم لأقول : خذوا حذركم بني أمتي ، فالعالم الجديد لم يعد فيه ما يجعلنا نثق الثقة العمياء في أعدائنا ، فقد ألامونا طويلا وتكالبوا جميعهم علينا ونراهم ساعة الجد ينتصرون لبعضهم ويتداعون للندبة والقتال ، ونظل نحن كالعجائز نرمي بعضنا بعضا بالتهم والأباطيل ، ونتشفى من إخوان لمنا إن أصابهم بلاء ، ولا نعلم بأن الدائرة قد تصل يوما إلى أذقاننا ونحن في غفلة ...
فالعولمة التي أخذت تشكل محور الاستقطاب الأوسع في حياة كل الناس ، المتجددة مع هذه النقلات النوعية التي عرفتها المدنية في أعوامها الأخيرة ، واصبح العالم كله أشبه ما يكون بالقرية الصغيرة ، و أضحى التواصل بين الأفراد والمجتمعات من الأمور البديهية التي لا تستدعي كثيرا من العنت والمشقــــــــــة ، بل أصبح التعامل يتم في برهة كلمح من البصر ، وهذه العولمة الجديدة وإن كان ظاهرها مستطابا كونها قربت البعيد وطورت القديم ، فلا شك أن الأذرع الطولى لهيمنتها وغطرستها ، جعلها إحدى معاول الهدم المستتر ، وجعل من سادتها أثافي في حلبة الصراع الجبان المقيت ، ومكن لها من أن تتحكم في كل شيء ، وأول هذا الشيء القـــــــــــــــــــوت ، فقد صارت لقمة عيش الأفراد لاتصل إلى الخلائق ، حتى يأذن أرباب الأرض ، رغم أن الرزق والعطاء مـــــــــــــــــــــوكل إلى رب السماء فقط ، وهو الرزاق والمنان والمعطي ، والمجيب تعالى دونما شريك لا في الأرض و لا في السماء ...
فهذه المنظمات الدولية المنتشرة هنا وهناك كمنظمة التجارة العالمية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي وضعت أساسا لنهب مستحقات الناس ، وأعطياتهم في الحياة عن طريق التحكم الجبان في المال ، وجعله دولة بين الأغنياء من سادة هذا العالم الجديد ، ومن ثم تعرضت خلائق المعمورة إلى الجوع الشديد ، وإلى التهديد بالموت المحتم الذي يتعقبها بين الفينة والأخرى ؛ حتى أفصحت الدراسات الحديثة أنـــــــه : يموت في العالم من الجوع ـــ كل سبع ثواني ــ طفل يقل عمره عن عشر سنوات ، ومرد هذا الوباء الخطير حسب ذات الدراسة إلى سادة رأس المال المالي المعـــــــــولم ، الذي لا هم لهم إلا تحقيق مكاسب جديدة ، وتوسيع دائرة الأرباح والتعاملات المفرطة في التعالي المذموم ، والسرقات المفضوحة في غياب الندية الوطنية أو الإسلامية الراشدة .
وقد عمل هذا الفريق على تجهيز فيالق من الخدم الذين أوكل إليهم أمر الخدمة ، داخل هذه المنظمات وكلهم من المرتزقة المأجورين ، الذين ينفذون أوامر سادتهم بالحرفية النصية ، لأنهم مستعبدون لا يمتلكون قرارهم ولا يتصرفون في شان هو من خصوصياتهم ، فهم الجند الذي من خلاله تتمكن هذه المنظمات والأجهزة المعولمة من الاستقطاب والتحكم الواسع في رقاب الخلق ، وفي أقواتهم بالطريقة المختلفة والكيفيات التي يرونها ملائمـــــــــــــــــــــــة .
غير أن جموع الرافضين ، المنتشرين على صفحة هذه الدنيا ، والمــــــــــــــالئين لناسها ، هم الذين بحوزتهم تباشير النصر التي تأتى تباعا ، بعد ديــــــــــــــــــاجير الظلام ، لتعلن في الناس أن : زمن الاستحواذات والاستعظامات الفارغة وحتى الاستقوادات المبطنة بالخيبة والعار الكبير قد ولى وراح ، وجاءت هيئات ومنظمات أصيلة انبثقت من الشعب داعية للرفض ومصرة على المقاومة والتحدي ، ومقارعة شذاذ ا لآفاق حتى يخــــــــــــــــــــلو العالم ـــ كل العالم ــ من النهابين والمرتزقة في إطار ما يسمى بــ سادة العالم الجدد .
ـــ فالكتاب جدير بالتصفح والقراءة ، لأنه وليد المحن والإحن ، التي نعايشها جميعا وتعايشها أمتنا المكلومة في كل مكان من فرط هذا التكالب الشرقي والغربي ، على قصعة المغبونين والمستضعفين والمستذلين في كل أصقاعنا الممتدة والخالية من عطاءات المبادرة الخلاقة والوثابة نحو التغيير الجدير بالتحية والتقديــــــــــــــــــــــــــر .
ـــ وأيضا لأنه يحمل الكثير من زخـــــــــــــــم التحليل المفضي إلى مكاشفة هذا الواقع المليء بالتعقيدات والتداخلات والممارسات المشينة المبطنة بغطاء المدنية الجديدة ، والحضارة التي بلغت شأوا بعيدا في دنيا الناس .
والســــــــــــــلام .
محمد بن زعبار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 1062
نقاط : 2133
تاريخ التسجيل : 02/11/2008
مواضيع مماثلة
» قراءة في كتاب : هل بقيت َ حيا ؟ للروائي : عمر مناصرية ...
» قراءة في كتاب (الموازنة بين أبي تمام و البحتري) للآمدي
» قراءة في كتاب (سوسيولوجيا المنطق في المتخيل الأدبي)
» قراءة في كتاب ألف ليلة و ليلة(ملخص)
» نصيحتي يا سادة اشيقاء
» قراءة في كتاب (الموازنة بين أبي تمام و البحتري) للآمدي
» قراءة في كتاب (سوسيولوجيا المنطق في المتخيل الأدبي)
» قراءة في كتاب ألف ليلة و ليلة(ملخص)
» نصيحتي يا سادة اشيقاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 12, 2024 4:10 pm من طرف سعداوي ربيع
» المتألقه ياسمين ابراهيم
الثلاثاء أكتوبر 10, 2023 8:54 pm من طرف سعداوي ربيع
» إستمتع بخدمة ultimate game pass لجهاز الإكسبوكس و الحاسوب
الخميس نوفمبر 24, 2022 10:35 pm من طرف lmandoo
» ربيع المؤمـــــــــــــــــــن
الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:11 am من طرف سعداوي ربيع
» مشروع واحة الشاطيء شقق للبيع في مدينة دبي للاستديوهات
الخميس نوفمبر 03, 2022 9:21 pm من طرف lmandoo
» شركة حلول ميج للاستشارات وتطوير الأعمال
الثلاثاء أكتوبر 18, 2022 11:26 am من طرف lmandoo
» نانا اليوم اقوى الخصومات على كل المنتجات
الأربعاء أكتوبر 12, 2022 11:28 pm من طرف lmandoo
» مرام مالك فنانة غنائية سعودية
الإثنين سبتمبر 05, 2022 5:12 am من طرف lmandoo
» موقع تعليمي سعودي لتغطية كافة المناهج
الخميس أغسطس 25, 2022 11:44 pm من طرف lmandoo
» يونيريم للرعاية المنزلية UNIREM Home Care
الأربعاء أغسطس 17, 2022 3:49 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
السبت أغسطس 13, 2022 3:57 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
السبت أغسطس 13, 2022 2:21 am من طرف lmandoo
» اشطر جراح عام دكتور عبد الوهاب رأفت
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:47 am من طرف lmandoo
» ايه افضل بيوتى صالون فى حدئق الاهرام واكتوبر وزايد
الثلاثاء أغسطس 09, 2022 1:37 am من طرف lmandoo
» مصممة الازياء رنا سمعان من نينوى العراق إلى العالمية
الإثنين أغسطس 08, 2022 3:45 am من طرف lmandoo