قراءة في كتاب : هل بقيت َ حيا ؟ للروائي : عمر مناصرية ...

صدر في العام : 2001 عن مؤسسة دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع بعين مليلة رواية " هل بقيت حيا ؟ للروئي " عمـــــــر مناصرية " .
والرواية تجسد واقع الصراع والأثرة داخل المجتمع ، فهي تحكي قصة شاب يتوق إلى استجلاء كل معاني الحياة الرحبة والكريمة داخل أسرته ، ومن ثم داخل مجتمعه الصغير ، إلا أن واقع الأمر يفرض على هذا الشاب تخوما من الإهمال واللامبالاة ـ مصطنعة ـ ، فتزدريه أمه ويرفضه مجتمعه القسري ، فتخاله وهو الشاب المليء حيوية ونشاطا ، والمليء أيضا معرفة واطلاعا ، بما استقر في خلده من سنوات الدرس الجامعي ، ومن خبرته في الحياة التي آهلته أن يكون مُعايشا لحركاتها وسكناتها الآنية .. ومن ثم استطاع أن يصطنع لنفسه أداة وأسلوب تفكير سليمين ، واستطاع أن يجسد واقع التقاتل الملعون بايضاءاته وتشريفاته وتخومه وحتى ظلاله المصاحبة للعقدة التي ظلت مُستشعرة حتى أخر الرواية .
فقد ظل هذا الحبك الدرامي ملازما للرواية ، فيما تجسد من سلوكات وأداءات هذا الشاب ، الذي صحب تعرجات الواقع المقيت ، واستطاع أن يُحيي موات الأنا المسلوبة منه قسرا ، وظل يقبع في أخيلته وتشريفاته اللحظية ، ولا يدري أن قطار الزمن قد استطاع ـ فعلا ـ أن يقطع به أشواطا بعيدة .
ـ فتراه إذ ذاك وهو العجوز المنسي في زاوية غــــرفة حقيرة ، والرغبة الملحة تدعوه أن يعيد ماضيه هذا الآيل ، ويحاول ـ من خلاله ـ أن يبني لنفسه كيانا في مخيلته فيما عجز عن تحقيقه في واقعه وهو شاب .
فالرواية عموما جيدة ، فهي باكورة نتاج القاص : " عمر مناصريـــــة " ، تحمل في ثناياها كثيرا من الدلالات الفنية والقصصية المعتبرة ، فالذي يشد القارئ أثناء قراءته لرواية " هل بقيت حيا ؟ " هذا الثراء النوعي ، وتلك المعالجة الجيدة ، والإفاضة الواسعة في تجسيد كل أمارات ودلالات العمل الروائي المتقن ، وقد استطاع " عمر " أيضا أن يحصر تفكيره فيما توفر لديه من خيال فني لخدمة الأغراض الفنية للرواية .
والرواية من الحجم المتوسط ، إذ أن تعداد صفحاتها لا يتعدى 64 صفحة ، فيها كثير من الإيحاءات الجيدة التي تتشرف المكتبة العربية عموما والجزائرية خصوصا بها ، ونتشرف ـ نحن ـ كقراء ومتابعين لما ينشر من ابداع جميل في جزائرنا بها ، وشرفنا الكبير أن الرواية صادرة عن قاص في بدايات عمله الإبداعي الأدبي .
فقد استطاع ـ عمر ـ أن ينقل هذا العمل الفني من خياله ومدركاته الحسية إلى حيز الواقع نقلا جيدا محمودا ، يُحسب له في ميزان أعماله القادمــــــــــــة .
ـ ولذا ومن منطلق الفكر السليم ، والإشادة بكل عمل فني مقبول ، أرفع هامتي لأصدح بدعوتي الصريحة : أن خذوا رواية " عمــــــر " " هل بقيت حيا ؟ " .. وأقرأوها ففيها الكثير من الإيحاء الفني المعتبر .

جميل هذا الإهتمام أستاذ محمد بألمبدعين أبناء المنطقة..وأرى أن تنشر هذه القراءة في اصوات الشمال..
فتحي...

شكرا على المتابعة الجيدة والتعليق أخي فتحي ، ودمنا جميعا خداما للإبداع ولأهل الإبداع من أهل المنطقة ومن ابناء الجزائر وحتى من أبناء يعرب.

قصدي من القراءة التعريف بهذا الكتاب الأول للروائي " عمر " والذي ربما لم يلق الرواج بشكل جيد ، وكانت قراءتي له سريعة ، لم أعمد فيها إلى استحضار كل دقائق الرواية والتوغل في شخوصها بشكل موسع ، ولكني أردت أن الفت القارئ إليها ، وقد حاولت ـ جهدي ـ ابراز المعالم الرئيسة لها .

ربما سنعمد إلى نشرها لاحقا في " اصوات الشمال "

دمت مبدعا

تحيا تي

شكرا أستاذ محمد ..شكرا...مزيدا من الإهتمام...
أخوكم فتحي..

والشكر مرفوع إليك أيضا أخي فتحي على أخلاقك العالية وتواضعك الجميل و شاعريتك الآسرة .
لك من أخيك " محمد " الحب جميعـــــــه .
دمت .

تحياتي .

شكرا الأخ محمد ، الدال على الخير كفاعله ، لا زالت شهية الجزائريين نوعا ما مسدودة تجاه الفكر والإبداع ، ولا يزالون يجرون وراء كل ما هو مادي....غلبت علينا شقوتنا؟؟
لكن هذا دوما لا يثني من عزائم المبدعين ولا المشجعين لهم ، على كل فهذه الرواية بذرة طيبة تستحق الرعاية والعناية.....مشكور أخي